لمن سهر الليالي..

و عندما يخلد الناس للنوم، تبدأ الذكريات تداعب
جفوننا، لكن للأسف هي ذكريات تحمل معها الكثير من الألم والجروح، حتى و إن كانت
ذكريات حلوة عشناها في وقت من الأوقات، لكن تذكرها الآن انتحار، يجعلنا نشتاق و
نشتاق دون جدوى، يجعلنا نتحسر على ما حصل معنا.

و هذه اللحظات لن يحس بمرارتها، إلا من ذاق فعلا طعم
الفراق، و من شعر أنه فقد أعز إنسان على قلبه لسبب من الأسباب، ولأننا عندما نعشق
نعشقه بكل عيوبه و مزاياه، بل نعشق العيوب قبل أن نعشق المزايا، و حتى إن كان هو
السبب وراء هذا الفراق، فنحن في قرارة أنفسنا نسامحه و نتمنى عودته إلينا..

لكن عندما نفكر دون إقحام مشاعرنا، هل فعلا يستحق أن
نسامحه حتى و إن كنا نحبه هل ما فعله بنا شيء يغتفر بهذه السهولة، و هل تخليه عنا
سهل بالنسبة إليه لهذه الدرجة، و عندما ندرف دموعا من أجل شخص تركنا بسهولة هل
فعلا يستحق منا البكاء عليه و على ذكرياته؟

قد نحب شخصا بكل جوارحنا لكن قد يكون خيارنا غلط، لدى
علينا تحمل العواقب و أن نحاول نسيانه، لأنه بكل بساطة ليس الشخص المناسب و كما
أحببناه سيأتي اليوم الذي سيخرج من حياتنا بهدوء كما دخلها بصمت، و سنشعر أننا
تخلصنا من هم كبير وضع فوق قلوبنا، و أننا سهرنا ليالي من أجل لا شيء، و أنه ربما
كان ذلك الفراق أجمل ما وقع لنا، لنبدأ حياة أخرى، مع من يسعدنا و يجعلنا نحس
بقيمتنا
كبشر.